ما الذي نريده أن يكون أفضل في الإدارة القادمة للجمعية الخيرية (الصندوق الخيري) ؟
شؤون معاميرية
ما الذي نريده أن يكون أفضل في الإدارة القادمة للجمعية الخيرية (الصندوق الخيري) ؟
انتخابات الجمعية الخيرية (الصندوق الخيري) على الأبواب (شهرين أو ثلاثة شهور)، وليس مستبعداً أن يتكرر في هذه الانتخابات سيناريو ما حصل في السنين السابقة من عدم حدوث انتخابات حقيقية ومحاولة لملمة ما يمكن لملمته مخافة الوقوع في محاذير وزارة التنمية وهو ما حدث أيضاً في انتخابات النادي الأخيرة، ورغم إن الأمر في ذاته هو أمر بحاجة إلى أن يكون لأهالي القرية جلسة جادة مع أنفسهم فيها إلا إني سأنحو هنا نحو الأمل بأن يتحقق بعض التغيير الذي نريده في المستقبل .. وهذا ما يجعلني أسأل وبشكل واضح لنفسي وللجميع: ما هو التغيير الذي نريده أن يتحقق في الإدارة القادمة للجمعية الخيرية (إدارة صندوقنا الخيري)؟
هناك لربما أربعة عناوين رئيسية أعتقد إن لها الأولوية بالترتيب لأجل أن تنتقل بالجمعية الخيرية إلى الأمام:
أولا: أن تمارس القيادات دورها القيادي الحقيقي .. قيادة التغيير
الإخفاق في القيادة معناه الإخفاق في تحقيق التغيير، وإذا ما قلنا إننا في الدورة الحالية للجمعية الخيرية قد أخفقنا في تحقيق التغيير على أكثر من صعيد فهذه علامة فعلية على غياب الدور القيادي في الجمعية.
الأخوة الأعزاء في سعيهم لإنجاح عملية التغيير يتكلمون عن أمور إدارية وإجرائية، بينما ما كان ينقص الجمعية هو الحضور القيادي الحقيقي، ونعم: هناك شخصيات أرى في داخلها الأهلية للقيام بالدور القيادي إلا إني أعتقد بأن هذه القيادات بحاجة إلى أن تدرك حقيقة كونها في موقع القيادة وليس أي موقع آخر كالموقع الإداري أو التنفيذي والإجرائي .. إذا أردنا التغيير فبوابته هو الدور القيادي
ثانيا: أهلاً بالشباب .. أهلاً بغير المألوف والمعتاد
الشباب هم الأداة والذراع التي تقوم بعملية التغيير على الأرض، وما إضرار الجمعيات الكبيرة كالوفاق أو التوعية على أن يكون لها جناحها الشبابي إلا لأجل هذا الأمر، شباب قريتنا لهم حضورهم القوي في الميدان السياسي وهذا يعطي علامة على إنهم ليسوا بالعازفين عن العطاء والبذل، اللهم إننا كما يبدوا العازفون والراغبون عنهم … باعتقادي إن أي كلام عن عملية الإصلاح والتطوير والتغيير في غياب للفئة الشبابية هو في عداد الوهم والحلم وخداع النفس
ثالثاً: الحوار .. والشفافية الصريحة
الحوار على أرضية من الشفافية والتي بها قدر كبير من الصراحة هو أداة حقيقية للإبقاء على زخم التغيير وعلى الشعور بجدية وبصدق السعي للتغير، نعم: للأسف هذا الأمر غائب كممارسة وكآلية وكثقافة … قد يجادل البعض بأن هذا موجود وحاصل في صورة اللقاءات الرمضانية والجمعيات العمومية، وأنا أقول جاداً: هذه ممارسات رفع العتب … وليست ممارسات من يريد للحوار أن يكون أداة تسانده في تحقيق التغيير
رابعاً: يكفي نتائج سيئة .. يكفي فقر وسوء في المهارات الإدارية
أن تتوقف عملية "الطحن الذاتي" التي يمارسها "غالبية" الإداريين في الجمعية من خلال سوء وفقر مهاراتهم الإدارية هو عملية "إنزال الرحمة" عليهم، أقولها بشيء من الانكسار على هؤلاء الذين قبلوا أن يكونوا كبش فداء ليجدوا أنفسهم يعانون في طاحونة عدم قدرتهم على التفويض الصحيح أو عجزهم عن القيام بمهمة التخطيط أو اكتوائهم بممارسة الإدارة المايكروسكوبية Micromanagement .. هناك فعلاً معاناة حقيقية، معناة أشبه بمعاناة من يربي مراهقاً في قمة طيشه وهو في قمة افتقاره للمهارات التربوية
هذه الأمور كانت موجودة ولا تزال موجودة … وقد يستمر وجودها أيضاً، إنها كالمرض المزمن، تتغير الإدارات وتبقى على ما هي عليه مستمرة وكأنها جزء من الجمعية، وإني أعتقد إن للقضاء على وجودها المزمن فإن الجمعية بحاجة إلى "استحداث سلوكيات جديدة" غير موجودة حالياً وهي:
1) الاعتراف الشفاف والصريح بمشاكلنا
أي أن نشجع على ممارسة النقد والشكوى العلنية، فلتكن مثلاً هناك حملة #رأيك_براصحة_في_الجمعية #إنتقادي_للجمعية #عندي_رأي_صريح، على أن يكون هذا مستمراً طول الوقت وليس لفترة محدودة
في العلاقات الإجتماعية تعتبر الصراحة هي الأساس لتعزيز الثقة وللبناء … وفي الإدارة نتلكم عن المواجهة بالحقيقة كأفضل وسيلة لحل النزاعات والخلافات وتوحيد الجهود .. نعم: نريد صراحة ومواجهة بالحقيقة
الكلام عن مشاكلنا … مقدمة أساسية لحلها
2) الحوار الحقيقي .. البناء
نعم: الجمعيات العمومية أداة حوارية أساسية … ولكنها تبقى أداة ووسيلة، فإذا أخفقت في تحقيق الحوار فلنسعى نحو آليات حوارية أخرى، كالإعلام التفاعلي الشعبي أو حتى عن طريق الجلسات النقاشية التخصصية، ما أدركه هو إننا نخاف النقد ونجنبه .. وهذا ما يجعلنا نتجنب الحوار أو نؤجله إلى حين نكون ملزمين بعقد الجمعية العمومية … ما أقترحه هو أن نسعى للحوار بدل أن نكون مجبرين عليه
3) التدريب (القيادي، والإداري، والفني)
كيف نترقب من الجمعية أن تتطور وهي لا تتطور .. كيف يعقل لأن أن نتوقع التغيير في ظل غياب التدريب .. التدريب ممارسة أساسية في عملية التغيير، لا تغيير بدون تدريب، وإذا أردنا التغيير فلا بد من التدريب، غياب ممارسة التدريب يعني غياب القدرة على إحداث التغيير، إننا كمن يريد الصلاة بدون الطهارة
هذه خارطة طريق أقترحها لإحداث التغيير الذي نحتاجه في مؤسستنا التطوعية الأهم في القرية … والتي فشلها من فشل مجتمعنا ونجاحها من نجاح مجتمعنا
أخوكم وأحد أبناء القرية
محمد النحوي
23/9/2014