Jun 18

اليوم صباحا (اليوم هو الجمعة) ، وعند الساعة الخامسة والنصف (عادةً ما نكون في الأيام العادية نائمين) كنا قد خرجنا لتونا من مأتم عبد الحي بالسنابس بعد انتهاء قراءة دعاء الندبة … وفي الطريق أخبرتني زوجتي مجدداً بشأن الزحام الشديد في قسم النساء … ولمن لا يعرف مأتم عبد الحي، فصالة المأتم الرئيسية (وهي كبيرة جداً ويقام فيها حفلات أعراس) هي المخصصة للنساء، وأما الرجال فتخصص لهم الصالة السفلية (السرداب) … وهي أصغر بكثير من الصالة الرئيسية وهي أيضا تمتلئ بالرجال في الأيام الاعتيادية … وهذا الحضور هو حضور مبكر .. وليس من النوع الذي يأتي على آخر الوقت، بل في أوله … وعندما نتكلم عن الوقت فإننا نتكلم عن الساعة الرابعة والنصف صباحاً حيث يبدأ موعد قراءة دعاء الندبة هذه الأيام (قبل إنقضاء وقت الصلاة بربع ساعة – الأذان هذه الأيام 3:15) … ولأننا نعايش هذا الموقف بشكل أسبوعي فلا غرابة ولا استغراب في الموضوع … نعم، أصبح من المعتاد أن ترى ما يقارب الـ 600 شخص (أغلبهم من النساء) ينطلقون في يوم إجازتهم عند الصباح الباكر جداً إلى هذه الشعيرة الدينية … وهؤلاء يداومون على هذا الأمر بشكلٍ أسبوعي … وهؤلاء جميعاً وبلا شك ممن يوفق لصلاة الصبح في وقتها … وهؤلاء بلا شك ممن يمتلكون نظرة جدية وواعية وملتزمة تجاه مسألة انتظار الإمام المهدي (عج).

 

هذا الحراك الديني بالطريقة التي تحدث في مأتم عبد الحي لا تتكرر كثيراً لدينا في باقي المناطق البحرينية رغم النصوص الكثيرة الدالة على أن إقامة دعاء الندبة (مذكور بالاسم) هي أحد شعائر انتظار الإمام المهدي (عج) … ورغم ذلك لا يحظى دعاء الندبة في عموم مناطق البحرين بنفس الاهتمام الذي يحظى به في مأتم عبد الحي وهو ما يجب أن يكون عليه الوضع.

في قريتنا المعامير … أؤكد بأن ثقافة وروحية الانتظار ليست أبداً بالمستوى المطلوب، رأيت ذلك جلياً عندما بدأت بالتعرف على الناشطين في العمل الإسلامي من بعض المناطق الأخرى (خصوصا شباب عالي) … رأيت أن حتى التفاصيل البسيطة في نشاطهم الاعتيادي يعكس لديهم وعياً وإلتزاماً حقيقياً بمسألة انتظار الإمام المهدي (عج) والتي هي أساس كل تحرك ونشاط إسلامي في وقتنا الراهن … وما الانطلاقة المباركة لقراءة دعاء الندبة في مسجد الشيخ علي من بعض الشباب إلا استجابة متأخرة لهذه المسؤولية.

إني هنا أوجه كلامي إلى الأخوة المؤمنين (الشباب وغير الشباب) من أهالي قريتنا … الله الله في دعاء الندبة … الله الله في تعزيز ثقافة الإنتظار للإمام المهدي (عج) … الله الله في حضوركم الأسبوعي إلى مسجد الشيخ علي للمشاركة في قراءة دعاء الندبة … لا يتوقع أحدكم أن الإستمرار على ما سبق من إهمال وغفلة وعدم اهتمام لهذه الشعيرة الدينية شيء "عادي" و"ليس فيه ضرر" … بل إني شخصياً أعتبر أمر عدم المشاركة في دعاء الندبة وإحيائه من المهلكات ومن النقائص ومن مظاهر الخذلان لصاحب الأمر والزمان (عج).

 

أخوكم يسألكم … هل أنتم فعلا ممن تنتظرون الإمام المهدي (عج)

محمد النحوي

نشرت بواسطة محمد النحوي \\ tags:


3 تعليق على “لا يستوي الذين يشاركون في دعاء الندبة … والذين عنه هم غافلون”

  1. 1. علي يعقوب (المرحوم)1 قال(ت ) :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لفتة رائعة و مهمة جدًا .. أسعدني عندما استشعرت في الجمعة الأخيرة زيادة عدد الحضور بالمقارنة مع الفترة الفائتة، ربما مِـمَّـا ينقصنا في المعامير أن يكون الجانب الإعلامي للإحياء أكبر حتى يدفع للحضور بشكلٍ أكثر، و الله العالم ..

    في حفظ الرحمن و رعايته 🙂

  2. 2. محمد النحوي قال(ت ) :

    ما نحتاجه عزيزي ليس زخماً إعلامياً … بل وعياً مهدوياً ينتشل هذه القرية من بؤسها وشقائها

    أخوكم
    محمد النحوي

  3. 3. الخير كله قال(ت ) :

    بسمه تعالى

    السلام عليكم

    بارك الله فيك أدم على هذه الشعيرة والنصح بممارستها جعلك الله وإياك من أنصار الامام

Leave a Reply

*