عندما احتدم الوطيس في التسعينات بين الشعب والحكومة … ومع التسليم بأن فترة التسعينات كانت فترة عصيبة وشاء لها أن تكون فترة اختبار لحقيقة جوهر كل شخص أياً ما كان توجهه ورأيه وموقعه وانتمائه … فقد تبلورت أطر سياسية واجتماعية على السطح … وأصبح الناس منقسمين إلى قسمين … قسم المعارضة والمواجهات الأمنية (الشيخ الجمري)، وقسم المهادنة مع الحكومة (الشيخ سليمان المدني)، وكان لهذا الإستطفاف السياسي الاجتماعي أثره على الواقع اليومي للناس والذي لا زال أثره سارياً إلى اليوم .. فإلى يومنا هذا لازال الانقسام حاصل بين "المدنيين" والجمريين"
وحسب فهمي للذي حدث … فإن المشكلة لم تكن مشكلة الاختلاف في الرؤى السياسية أو في الاختلاف بشأن تأويل وتفسير النصوص الدينية بقدر ما كانت المشكلة أن تلك الفترة الشديدة والتي امتحنت جميع الأطراف بلا شك قد أظهرت الجوهر الحقيقي للأشخاص أيام ما كان انتمائهم … وكانت الأخلاق مسألة حاسمة جداً … من قبيل الصبر والحلم وكظم الغيظ والمدارة والمحبة والرحمة … كل هذه القيم (وقيم أخرى بالتأكيد) كانت السبب الرئيس الذي جعل من الانقسام الذي حصل يحصل ويستمر أثره إلى يومنا هذا.
الاستثناء الذي حصل في تلك الفترة هو ما يعزز هذه الفكرة لدي .. ففي أوج أيام التسعينات كانت حالة القطيعة التامة بين الفريقين وكانت تعززها حالات الاصطدام الكلامية وغير الكلامية (حرق وتخريب ممتلكات واعتداء بالضرب) التي كانت تكرر بين الطرفين … ورغم هذا الوضع الغير مسبوق إلا إن الاستثناء والتي تجسد في شخوص بيت المرحوم الشيخ منصور الستري.
ينظر لبيت الشيخ منصور الستري على إنه أحد أهم أركان تيار الشيخ منصور الستري إن لم يكن هو المحور في مرحلة معينة، ورغم هذه المحورية، ورغم ما ناله أبناء الشيخ منصور الستري في القرية من أذى في تلك الفترة إلا إنهم كانوا هم الاستثناء … فهم ورغم كل شيء حافظوا على قيمهم الاخلاقية وبدرجة عالية من الثبات … لم يكن منهم إلا الصبر والمداراة وكظم الغيظ … نعم، كان هناك بعض الغصص والألم … ونعم، هم كانوا ولا زالوا محوراً أساسيا في تيار الشيخ سليمان المدني (الرابطة حاليا) … إلا إني أرى في المحصلة أن قلوب أهالي القرية كانت ولا زالت تكنّ لهم الاحترام والتقدير والمحبة في الوقت الذي لا زالت القطيعة قائمة بين الناس وباقي شخوص تيار المدني بشكلٍ أو بآخر.
حالة بيت الشيخ منصور الستري الاستثناء كانت محوراً للكثير من النقاشات وشاهداً في الكثير من النقاشات الأخرى والتي كان بعضها يبحث في أسباب نشوء هذا الاستثناء … ومؤخراً أصبحت منتبهاً ومطمئناً بدرجة كبيرة إلى أنه: نعم، هناك أكثر من سبب لهذا الاستثناء إلا جزءاً كبيراً من السبب يتمثل في شخص والدتهم الكريمة … معلمة الصلاة زكية.
أخوكم داعياً للمعلمة زكية بحسن الخاتمة
محمد النحوي
June 21st, 2010 في 3:02 am
السلام عليكم
هناك عدة نقاط يجب البحث عنها ليكتمل الموضوع
اولا: عائلة الشيخ منصور الستري عائلة متعلمه واعيه مدركه لما حولها و هي عائلة مترفه لقرب الشيخ منصور من الحكومه فليس من المعقول لهذه العائلة أن تخسر ما لديها لمجرد المعارضة بأسلوب المواجهة المباشرة فهم فجميع محافلهم يذمون و يلعنون و يسبون من تسبب في فترة التسعينات و هذا لا يكن أمام الملأ لأنهم اكثر وعيا لمصالحهم الخاصة.
ثانيا: لا يوجد عاقل في العالم لا يميز بين الحق و الباطل فالمعروف و الواضح لدى الجميع أن الشيخ منصور و المدني كانا محوران مهمان للحكومه في تقسيم الشعب لفرقتين و هذا كان واضحا لدعمهما و تروجيهما لفكر الانبطاح و التملق و لعبهما دور أساسي في محاربة المعارضة.
ثالثا: لا يهمني تاريخ الشخوص و لا التزامه الديني بقدر ما يهمني الاخلاق و العمل و المواقف فأثبتت التجارب التاريخيه على مدى العصور و الأزمان ان الشخوص يمكنها ان تتحول الى زبالات او تتحول الى أعلام فالرجال مواقف و من لا موقف له لا يمكن الا ان يحويه الزبالات
و شكرا