النباهة والإستحمار
إن مفردتي “النباهة” و ”الإستحمار” مرتبطة بشكل كبير بشخص علي شريعتي وتحديدا بكتابه الذي يحمل عنوانه ذات المفردتين.
وهذه نبذة عن الكتاب:
بين طيات هذا الكتاب سلسلة خطابات ألقاها الدكتور "علي شريعتي" في قاعة (حسينية الإرشاد) بطهران سجلت على أشرطة، ثم نقلت كتابة على الورق، بدون تغيير أو تطويل أو تقصير أو تقديم أو تأخير، فجمعت دفتي كتاب سمي (خود أعاهي استحمار) أي (النباهة الاستحمار). ونقلها هادي السيد ياسين آل باليل الموسوي إلى العربية فكان تاريخ فراغه من نقلها 3 جمادى الثاني 1399هـ، الموافق 30إبريل 1979م، وقد اجتهد أن يترجم نفس العبارات الفارسية إلى العربية بدون دخل وتصرف في شكلها وفي قوالبها، مع احتفاظه بالمعنى الكلي للمواضيع.
ومفردة النباهة يقسمها علي شريعتي إلى قسمين:
- النباهة الشخصية وتعني: أن يكون الشخص مدركاً وواعياً ومستعوعباً لمن هو (ذاته) ولدوره في الحياة … لسبب وجوده ولعلاقته مع الأشياء المحيطة به (الكون) ..وبذلك تتحقق النباهة الشخصية.
- النباهة الإجتماعية وتعني: أن يكون لدى المجتمع الوعي السياسي (بالمعنى الأفلاطوني) بحيث يستطيع أن يستجيب للمسوؤليات الملقاة على عاتقه.
وتقف مفردة “الإستحمار” في مقابل مفردة “النباهة” حيث يعبر عنها شريعتي بأنها: كل ما يقف دون أن تتحقق النباهة الشخصية والنباهة الإجتماعية … ولا يستثني من ذلك تلك التي تكون عليها صبغة التقديس فيقول: “إن من يطلب منك الصلاة – علما بأنها عمل مقدس – وبيتك يحترق، فاعلم أنه خائن! وهل يوجد أهم من إطفاء الحريق؟!!”
وبالطبع فإن الإستحمار يشكل أداة مفظلة لدى أجهزة الحكم الظالمة وقد تكلم الدكتور علي شريعتي في كتابه عن تلك العناصر التي عادة ما يستخدمها كل من يريد أن يتسحمر الناس فيوجزها في:
- التجهيل: الدفع إلى الجهل و الغفلة.
- الإلهاء: تقديم الجزئي على الكلي أو إلهائه عن الحوق الأساسية بالحقوق الجزئية (فقه الأولويات).
وبقراءة الكتاب يتحقق فهمُ أكبر وأوضح لمفردتي “النباهة” و”الإستحمار”
أخوكم
محمد النحوي
January 24th, 2009 في 3:38 am
لست شاكوراً بعادتي..
و لكن هل أستطيع أن أقول لك.. شكراً جزيلاً؟!
لقد علمتني الكثير من هذه التدوينة الرائعة
و أتمنى ان أستطيع قراءة هذا الكتاب الذي كنت قد نويت إكمال قراءته منذ زمن طويل!
January 24th, 2009 في 3:44 pm
العزيز هيثم
اأصل لأفكار التي في الكتاب ليست بالمستجدة .. فسوف تراها في مجمل تراثنا الإسلامي هنا وهناك
إلا إن علي شريعتي قام بترتيبها وبنظمها في منتظومة جعلها وكأنها صياغة مستجدة لطرح مستجد
الكتاب عندما تقرأه (وعليك أن تقرأه بشكل متتابع) سوف يشعل فيك حماسة جديدة للثورة على جميع الأشياء الخاطئة .. تلك التي بداخلك أو تلك التي بالمحيط الخارجي
أخوكم
محمد النحوي