أذكر فيما أذكر عندما كنت صغيراً إني كنت يوماً ما ألعب ما أقراني بالقرب من مأتمنا الكبير خلال عشرة محرم الحرام … والذي حدث في ذلك اليوم الذي لا انساه إني بكيت وبشدة
كنت أدرك أن الحسين (ع) قتل في كربلاء مظلوماً … لكن بطبيعة الحال لم أكن أدرك تفاصيل المجزرة الأموية ولا تفاصيل الخيانة اليزيدية ولا الوضع المأساوي للأمة الإسلامية في ذلك الوقت.
الذي جعلني أبكي حينها هو الأسلوب الحزين والفجائعي للخطيب الحسيني في مأتمنا الكبير (مأتم فاطمة الزهراء (ع)) … كان االقارئ مبكياً في أسلوبه وخطابه ولغته … فبكيت … وأنا ذلك الطفل الصغير الذي يعلب مع أقرانه حول المأتم
وأنا في تلك الحال … مر بي أحد خيلاني .. فوقف يسألني … لماذا تبكي وهو يحاول تهدأتي
كان يسأل: من الذي ضربك ؟ من الذي أبكاك ؟ ما تريد لكي تسكت ؟
وانا من جهتي كنت أبكي … وأبكي … وأبكي … ولم يكن لدي ما أقوله إلى خالي
إذ إن الخطيب لم يتوقف عن القراءة … والعبرة لا زالت تأخذ مأخذها مني
قرر خالي بعد أن عجز عن إيقافي عن البكاء أن يرحل عني
في ذلك الموقف خبرت لأول مرة البكاء على مصيبة أهل البيت (ع)
بكيت بعفوية … بكيت بلا توقف … بكيت لأن المقام كان مقام البكاء على مصابهم (ع)
واليوم … وفي هذه الأيام العاشورائية … أجوا أن يكون بكائي مثل بكاء ذلك اليوم
بصدق .. وإحساس إنساني خالص …. وحب لأهل البيت (ع)
بكاءً يجعلني أنطلق بلا تردد … في نصرة الإمام الحسين (ع) … وأرفع راية الثأر لظلامته في هذا الزمن الذي يشبه ذلك الزمان
أخوكم معزياً
محمد النحوي
January 12th, 2009 في 7:55 am
لا بكت عين يوم القيامه .. بكت على الحسين عليه السلام
بل التباكي .. وليس البكاء له فضل كبير على الحسين عليه السلام